(الإثنين ٢٤ رجب ١٤٣٧)
١٢:٠٢
أكد الدكتور "محمد بشارى"، الأمين العام للمؤتمر الإسلامى الأوروبى أن المسجد كان ومازال رمزاً ومنارةً للعلم والمعرفة، ورمزاً لإحياء الروح والوجدان، ورمزاً لتقوية الأنا الأخلاقية للتعايش مع الآخر المختلف ديناً وعقيدةً وفكراً وعرقاً.
الموقع التخصصي للمسجد، قال ذلك الدكتور محمد بشارى، الأمين العام للمؤتمر الإسلامى الأوروبى، ورئيس معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية خلال الكلمة التي ألقاها فى الملتقى الأول للأئمة والدعاة، الذى دعت له مؤسسات دولية منها الهيئة العالمية للمساجد بمدينة "اسطنبول" التركية.
وأوضح أن المسجد أصبح فى مجتمع الأقليات المسلمة يشكل خطراً وتهديداً على استقرار هذه المجتمعات، لما أصبح يعرف هذا الأخير من فوضى دينية نظراً للخوض فى معالجة المواضيع الطارئة والمستجدة ذات البعد العالمى وفق المرجعيات السياسية أو المذهبية أو الطائفية من طرف القيمين الدينيين على حساب الاهتمام بالقضايا اليومية لمعتادى المساجد.
وأشار بشارى، إلى أن تضارب المرجعيات حالة من الفوضى الدينية عند المصلين، خصوصا الشرائح الضعيفة منها من الشباب أو النساء الذين ليست لهم المناعة للتمحيص بين ما هو شرعى وما هو سياسى وبين ما هو مزايدات كلامية وما ينفع الناس فى أدائهم اليومى مع مكونات المجتمع الدينية أو المذهبية أو الفلسفية أو الاجتماعية.
وانتقد بشارى، انتشار التأجيج الطائفى والمذهبى، واختزال الإسلام فى جماعات الإسلام السياسى أو القتالى، مبيناً خطورة تأثير ذلك على استقرار مجتمعات الأقليات المسلمة، متسائلاً ما هو دور المسجد اليوم في زمن فتن الحروب والأزمات السياسية والاقتصادية؟
وقال بشارى: التطرف الفكرى هو مشكلة أمنية فى حد ذاتها، والانحراف الفكرى والسلوكى ليس سمة لأزمة لفكر أو دين أو مجتمع أو زمن أو مكان معين، وإن اختلفت درجاته بين هذه المتغيرات، وهو أحد أهم مهددات الأمن العام والسلم الاجتماعى، خصوصاً فى هذه المرحلة من تاريخ العالم، التى تتسم بالصراع الحضارى، الضمنى والمكشوف.
وأوضح بشارى، فى ملتقى عقد بتركيا، أن ما نشاهده اليوم من مظاهر عنف واحتراب يستدعى الوقوف على مواضع الخلل فيها لتقويمها ومعالجتها، ثم الارتكاز إلى قيم جديدة تستبعد الكراهية والحقد، وتنفتح على قيم الإنسانية والدين، الشىء الذى يتطلب الغوص فى أعماق الفكر بحثاً عن جذور المشكلة، أى ينبغى البحث عن الدوافع الحقيقية وراء ثقافة العنف المجتمعى، وتقصى المفاهيم المسئولة عن صياغة البنى الفكرية والمعرفية لهذه الاتجاهات.