الموقع التخصصي للمسجد، جاء في هذا البيان: "بعد مفاوضات بين مؤسسة الحج والزيارة الايرانية ووزارة الحج والعمرة السعودية دامت لأشهر عديدة تم الاعلان عن عدم التوصل الى حلول تمنح الحجاج الايرانيين حق أداء فريضة الحج لهذا العام 2016 بسبب الشروط التعجيزية التي فرضتها الحكومة السعودية.
وأصدرت مؤسسة الحج والزيارة الايرانية بياناً أعلنت فيه أن الحجاج الايرانيين سيحرمون من أداء هذه الفريضة الدينية للعام الجاري بسبب مواصلة الحكومة السعودية وضع العراقيل بما يحملها المسؤولية في هذا الجانب.
وتابع البيان مخاطباً أبناء الشعب الايراني وعشاق زيارة بيت الله الحرام بالقول: إن بعثة قائد الثورة الاسلامية الايرانية بذلت جهوداً حثيثةً هذا العام بهدف ايفاد الحجاج الايرانيين لاداء مناسك هذا العام لكن سياسات السعودية حالت دون ذلك.
وتابع البيان أن الوفد الايراني بذل جهوداً حثيثةً خلال الجولة الثانية من المفاوضات لحل موضوع التاشيرات وإستخدام الطائرات الايرانية لنقل الحجاج الايرانيين وذلك بهدف الحفاظ على أمن وسلامة كرامة هؤلاء الحجاج وايضا توخي الاحداث المريرة التي وقعت في الاعوام الماضية، مبيناً: الا انه بسبب عدم التنسيق بين كبار المسؤولين السعوديين وتأثير الجانب السياسي على شؤون الحج لم تصدر ردود إيجابية على هذه المطالب.
كما شنت السعودية حملة إعلامية عبر اسطولها الاعلامي في بيان تحمل الجمهورية الاسلامية الايرانية مسؤولية فشل المفاوضات دون أن تذكر الاسباب سوى رفضها "لتسييس الحج أو المتاجرة بالدين"!! وفق ما جاء في البيان.
والجمهورية الاسلامية الايرانية رغم الاحداث الأليمة الدامية التي واجهها حجاجها في الأعوام السابقة تسعى دائماً للعض على الجراح النازفة لتوفر لشعبها الذي يتوق لاداء فريضة الحج والزيارة وتنازلها عن الكثير من حقوقها لاجل تحقيق أحلام الحجاج الايرانيين في أداء هذه الفريضة الدينية الالهية الواجبة.
والحادثة الاولى كانت عام 1987 ذهب ضحيتها 400 شهيداً من الحجاج الايرانيين وغيرهم وعدداً كبيراً من الجرحى من مختلف الجنسيات وكنت انا شخصياً جريحاً لن تندمل جراحاتي من ذاكرتي ما دمت حياً وشاهداً حياً على عدوان القوات الامنية علينا خلال مسيرتنا السلمية تلبية لنداء الامام الخميني(قدس سره) للمشاركة في تظاهرة "البراءة من المشركين" الموجهة ضد امريكا واسرائيل وكان شعارها الوحدة الاسلامية وحمل مجسم كبير للمسجد الاقصى، هذه التظاهرة كانت مرخصة من قبل الحكومة السعودية في إتفاق مسبق مع مؤسسة الحج والزيارة الايرانية وكنت شاهداً على تساقط الحجاج الكبار سناً شهداء من حولي وتساقط الحجاج بالرصاص الحي وكانت النتيجة مقاطعة الحج لثلاثة أعوام متتالية.
بعد إعادة العلاقات بين البلدين عام 1991 تم الاتفاق بينهما يسمح للحجاج الايرانيين بممارسة فريضة الحج مرة أخرى مع السماح لهم بالتظاهر لكن في مكان واحد تخصصه لهم السلطات السعودية، والتظاهر كان عبارة عن تجمع في مكان واحد وقراءة بيان قائد الثورة الاسلامية الاسلامية وقراءة الادعية الدينية الروحية منها "دعاء كميل " يتخلل ذلك بعض الهتافات التي تندد بالسياسة الامريكية في المنطقة وتندد بالعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ودول المنطق، وإلتزم الطرفان بهذا الاتفاق لعقدين من الزمن حتى حادثة منى الدموية الاخيرة.
والحادثة الثانية التي حصلت العام الماضي 2015 بسبب تدافع منى والتي كتبنا عنها مقالاً مفصلاً بعنوان " تدافع منى لتغطية عملية أمنية سعودية اسرائيلية ضد ايران "، هذه الحادثة الدموية التي ذهب ضحيتها اكثر من 2100 حاج منهم 465 ايرانياً أدت الى ردود افعال من قبل المواطنيين الايرانيين الذين إندفعوا نحو السفارة السعودية في طهران وحطموا ما في داخلها مما تسبب في قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وهذا ما كانت ترغب به السلطات السعودية وتصبو اليه في خطوة لعزل ايران عن العالم الاسلامي.
وفرض الشروط التعجيزية السعودية على الجانب الايراني للانسحاب من المفاوضات والاعلان عن حرمان الحجاج الايرانيين من تأدية فريضة الحج تدفعنا للقول ان الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة أصبحتا رهينتين بيد النظام السعودي الذي يريد فرض طريقته وطقوسه ومناسكه في الحج حسب المذهب الوهابي على كافة المسلمين في العالم وليس حسب مناسك الحج الابراهيمي الذي فرضه الله سبحانه وتعالى.
ويقول الله سبحانه وتعالي في الأية الـ27 من سورة الحج المباركة: "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"، فهل المنافع التي يشهدها الحجاج تحت رعاية وسيطرة ال سعود على الحرمين الشريفين وإدعائهم خدمتهم هو الامعان في قتلهم عن سابق اصرار وتصميم أو عن تقصير وإ همال؟.
لقد اصبح من اوجب الواجبات تحرير الحرمين الشريفين من سلطة ال سعود ووضعهم تحت إدارة ورعاية إسلامية عالمية مستقلة تتمتع بسلطات وإمكانيات مادية ومهنية لادارة شؤون الحج بعيداً عن التسلط والتفرد والاستئثار لضمان سلامة الحجاج وحفظ كرامتهم، لقد اصبح الحرمان الشريفان رهينين بيد السلطات السعودية تسمح لمن تشاء وتمنع من تشاء من أداء فريضة الحج والزيارة وتستخدمهما لاغراضها السياسية من خلال إستقطاب العالم الاسلامي حولها وإدعائها حماية الحرمين الشريفين من تهديدات خارجية، بينما في الحقيقة، الامر ان الذي يهدد الحرمين الشريفين هو الفكر الوهابي الذي يحرم زيارة القبور ومن ضمنها قبر النبي صلى الله عليه واله في المدينة المنورة وقد حاول ال سعود الوهابيون هدم قبر النبي صلى الله عليه واله عام 1926 ولولا غضب العالم الاسلامي لاقدموا على تنفيذ مخططاتهم الدنيئة ويرون في الكعبة الشريفة حجارة لا قيمة لها وهذا ما أعلن عنه زعيم تنظيم داعش "ابو بكر البغدادي" الذي يحمل الفكر الوهابي ويريد تطبيقه وفرضه بالقوة والسيف على رقاب المسلمين.
والسعودية فقدت شرعيتها في إدارة شؤون الحج وأصبحت دولة مرعبة ترهب الحجاج من خلال ملاحقة جلاوزتها المعروفين "بهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" للحجاج وشتمهم وتوبيخهم وإتهامهم بالشرك والبدعة وتكفيرهم وضربهم وملاحقتهم كانهم يسوقونهم الى حتفهم ومنعهم من اداء فريضة الحج في اجواء عبادية روحية الهية خالية من التهديد والتكفير والتشهير.
قد تبدل الحديث الشريف الذي يقول "ومن دخل البيت الحرام فهو آمن" في زمن حكم الوهابية السعودية وتسلطهم على الحرمين الشريفين الى "ومن دخل البيت الحرام فهو مهدد بالقتل والتكفير والاذدراء"، وعليه يجب العمل على تعرية النظام السعودي امام العالم الاسلامي بالوقائع والادلة التي نملكها والتجارب التي وقعت مع العديد من الحجاج من كل المذاهب والبلدان الاسلامية".